حين نقرأ ما خطّه التاريخ، وحين نرى ذلك مجسدًا على أرض الواقع، لا نملك إلاّ أن نحمد الله الذي منح أمتنا العربية والإسلامية الكثير من العظماء الذين حملوا مشاعل التطور والتقدم ، وتجشموا المشاق ، وتغلبوا على المصاعب والمعوقات..
وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة خير شاهد على ذلك؛ فهناك العديد من هذهالشخصيات العظيمة التي تركت بصمة واضحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة، هؤلاء العظماء يصدق عليهم قول الشاعر: ( الناس صنفان : موتى في حياتهم **** وآخرون ببطن الارض احياء )
من الشخصيات العظيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، رفيق درب الشيخ زايد – رحمه الله – في تأسيس دولة الاتحاد وتحقيق الحلم الغالي , كان سموه رجلًا ذا عقل راجح وبصيرة نافذة، سخّر وقته وجهده وكل ما لديه لنهضة دبي، حتى صارت لؤلؤة الخليج. لقد أصبحت درة نفيسة تروى حكايات نهضتها وتطورها في بلاد العالم أجمع، كيف لا وقد أدركت في سنوات قصيرة من عمر الزمان من التطور والنهضة في مجالات الحياة كلها ما لا يستطيع غيرها إدراكه في قرون , هذه هي عظمة القيادة، قيادة - المغفور له بإذن الله- الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي حقق التميز وهيأ الظروف لتحقيق المزيد منه.
إنَّ النعمة المادية التي أغدقها الله على هذه الأرض الطيبة تختبئ بين طيات الصحراء أو تحت سطح الماء، ولكن النعمة المعنوية هي شخصيات هذه الدولة التي غيرت وجه التاريخ. إنها حقًا نعمتها الروحية الحقيقية، وسموه - رحمه الله- كان من أهم هذه الوجوه السمحة التي اعتمدت مبدأ البساطة، والاستماع للجميع وإشراك المواطنين في صنع القرار والتنفيذ، وقد صدقت رؤيته بجعل دبي "دانة الدنيا.
مولده ونسبه :
هو الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم بن حشر بن مكتوم (الأول) بن بطي بن سهيل بن بطي بن سهيل الفلاسي، وجده الشيخ بطي بن سهيل بن راشد الفلاسي هو الشاعر الكبير الذي قال في إحدى روائعه:
"إنّا بني جبلة ابن أحمد عصبة ً والجد من ياس بن عبد الأعلمي "
ينحدر من قبيلة آل بو فلاسة من البني ياس، والده الشيخ سعيد حكم من 1912 م إلى 1958م ولد في دبي عام 1912 [1] ، ونشأ في بيت والده الشيخ سعيد الذي اشتهر بالورع والزهد والتقوى ، والحرص على مصلحة الوطن والمواطنين ، وسعة الصدر والحلم ، والخلق النبيل، كما نشأ - رحمه الله- في كنف السيدة الفاضلة الشيخة حصة بنت المر والدته التي كانت لها مكانة خاصة في قلوب الناس لما عُرف عنها من تسامح وطيبة قلب، وقد لقبت بـ"أم دبي"؛ فتشرّب سموه منذ نعومة أظفاره في هذا البيت كل هذه الخصال الطيبة والسجايا الحميدة المستقاة من أصيل الثقافة العربية الإسلامية.
كان سموه يراقب عن كثب كيفية حكم والده للناس، في جو من الحرية المطلقة التي تمكّن الجميع من البوح بأسرارهم دون خوف أو حرج؛ فتعلم أصول الحكم الرشيد الذي يستمع فيه الحاكم لجميع المحكومين، ويعطي الحرية لكل المواطنين.
-
-
-
- www.uaepedia.ae/index.php/2-_الشيخ_راشد_بن_سعيد_آل_مكتوم
- ar.wikipedia.org/wiki/راشد_بن_سعيد_آل_مكتوم
-
-
انه موضوع رائع و لكنه يحتاج الى معلومات اضافيه...صفاته [3]
ردحذف* حبه للخير: يقول رجل الأعمال سيف الغرير: " كان (أي الشيخ راشد) عندما يعلم أن تاجرًا تعرض لمحنة أو انكسرت تجارته، طلبه وساعده في صمت؛ حتى يقف على رجليه من جديد، وكان إذا احتاج مالًا أقرضه دون أن يشترط عليه زمنًا محددًا لرد الدين، بل إنه لا يسأله أبدًا."
* الرؤية الثاقبة: وقد ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي رعاه الله عن والده قوله:" إنني أبني ميناء راشد؛ لأنه يمكن أن يأتي يوم لا تقدرون على بنائه، لم يفكر أحد قبل والدي في تنفيذ مشروع كهذا، ولكن والدي فكر فيه ونفذه فكيف اهتدى إليه؟! هذا السؤال لا أعرف جوابًا مختصرًا له، لكن لو حصرت إجابتي بكلمة واحدة لقلت إنها الرؤية."