يمثل الرقص الشعبي، الشكل التقليدي للرقص لدى الشعوب، أو لدى مجموعة عرقية محددة، فعلى مر التاريخ، تكاد تكون غالبية الحضارات قد اتخذت لها رقصات خاصة بها، وانتقلت هذه من جيل إلى آخر، ما شجع الشعوب على تأليف أغان راقصة، وهي ضرب من الموسيقى الشعبية المصاحبة لتلك الرقصات.
نشأت معظم الرقصات الشعبية، كأحد أشكال الاحتفال أو طقوس الشعائر الدينية، أو كطريقة للسيطرة على قوى خفية، كما بنيت أشكال وحركات كثير من هذه الرقصات على معتقدات خرافية، فمثلاً: كان عدد من الرقصات الشعبية القديمة، يُؤدى في محيط دائرة لاعتقاد البعض أن لهذا الشكل، قوى سحرية.
وفي مجموعة من الثقافات القديمة، كان هناك اعتقاد بأن الحركة الدائرية تجلب الحظ السعيد أو تُبعد السوء، فعلى سبيل المثال نشأت رقصة "التارانتيلا" الإيطالية في الأصل، كوسيلة لعلاج لسعة العنكبوت السام. أما رقصة السيف الإسكتلندية، فللاحتفال بالنصر في الحروب. كما استخدمت الشعوب القديمة رقصات للاحتفال بالمناسبات، مثل: الولادة والزواج والموت. أيضاً، كانت هناك رقصات أخرى تُؤدى لعلاج الأمراض أو لنيل الخيرات ونيل محاصيل وفيرة، او للاحتفال بالنصر في موقعة ما. ولكن، مع مرور السنين، فقدت أكثر الرقصات الشعبية مدلولها الأصلي وأصبحت تُؤدى للتسلية والترفيه.
مظاهر وفلكلور
هناك، حالياً، في بعض الدول العربية، ما يسمى بِفِرق الفنون الشعبية التابعة للهيئات الحكومية، إذ تؤدي رقصات تتناسب مع لون العروض التي تُقدم في المناسبات. وفي هذا السياق، تعكس الفنون الشعبية الإماراتية والتراث الثقافي، العديد من مظاهر الحياة والجوانب الاقتصادية والثقافية والفكرية للمجتمع الإماراتي.
كما تعبر عن حياة الأفراد وعاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح، وللطبول حضور قوي في مختلف الفنون الشعبية والمهرجانات، فهي واحدة من الآلات الموسيقية ذات الإيقاع الشعبي القديم، مثل: الخرخاش، السحال، البوق، الدف- أو كما بالمفهوم المحلي-: "السِماعات"، الربابة، المزمار، والناي.
رقصة عُمانية
يستهل الأديب عبدالغفار حسين، حديثه عن الرقصات الشعبية في الإمارات، بالتشديد على عدم استساغته للتطوير الذي يطال بعضها، حالياً، مبيناً أن الثقافة تنتقل من مكان إلى آخر، وهكذا فإن "اليولة"، والتي تمثل إحدى المفردات والمكونات الفنية الثقافية المجتمعية، مأخوذة من "اللال"، وهي رقصة عُمانية. ويضيف عبدالغفار حسين:( إن التطور سنة الحياة، فلا شيء يبقى على حاله، والمجتمعات تتغير وتتطور، وكذلك الفكر البشري يتطور معها، أو بالأحرى يطورها.
ولكن هذا لا ينطبق على ماهية الرقصات الشعبية، من وجهة نظري، فأنا أفضل أن تُؤدى كما كانت في الماضي، ولا أشجع التجديد خاصة ضمنه، في ما يتعلق بالتراث. كما أرفض الحركات الجديدة والموسيقى التي أُضيفت إلى فن "المالد"، لكن لا يمكن غض النظر عن الإيجابيات التي نتجت عن هذا التطور، فعلى سبيل المثال: التغييرات التي أضافها الشباب إلى "اليولة" من موسيقى وأسلحة خشبية، أسهمت في تعريف الجيل الجديد بجزء مهم من التراث الإماراتي) .
يؤكد بلال البدور، الوكيل المساعد للثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن "العيالة"، و"الحربية"، و"الأهلة"، و"المالد"، و"الرواح"، فنون إماراتية أصيلة. ويوضح ذلك:( يعد " الرواح" فناً خاصاً بالشحوح، وذلك إضافة إلى "الوهابي"، فتلك رقصات إماراتية أصيلة ولا مجال للتشكيك فيها، كما أن كلمتي "الرزفة" و"الرزيف"، تعبران عن فن واحد، فـ"الرزفة" هي "الرزيف" والعكس صحيح، أما "اليولة" فهي ليست فناً قائماً بحد ذاته، إذ إنها إحدى حركات "الرزيف" و"العيالة" و"الحربية".
. و"العيالة" و"الرزيف" عبارة عن ساحة معركة يتقابل فيها صفان من الرجال، يمسكون العصي، وتكون بمثابة السلاح الذي يحاربون فيه. واما "اليويلة" فهم الفرسان الذين يتبارزون. و"النعاشات" كناية عن المرأة التي عندما تستشعر الخطر، تكشف عن شعرها لتطلب الحماية والأمان والرجال. فالرجل بطبعه لا يتوانى عن نجدتها وإغاثتها. وأما الطبول فهي عادة من عادات الإعلان عن الحرب).
علامة النصر
تتعدد الفنون الشعبية الراقصة الاجتماعية والوطنية في الدولة، وتتنوع، من حيث الأداء والمناسبة. وفي هذا الصدد، يوضح حميد إبراهيم عبيد بن بشر، مدير جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، أن رقصة "العيالة"، و"الرزيف"، و"المالد"، و"الأهلة"، هي الأساسية في التراث الإماراتي. ويضيف: (تشترك أكثر من رقصة في مناسبات الزواج أو الاحتفال باليوم الوطني، وربما تُعرض جميعها في المناسبة نفسها، لكنها على تعدد أنواعها، اختلفت بين إمارة وأخرى ومدينة وغيرها، ومنها "العيالة" التي تُعد الرقصة الوطنية الأولى.
وتُنشد فيها الأناشيد الوطنية، وتُستخدم فيها السيوف والعصي، والتي من المُعتقد أنها كانت تُؤدى بصفة أساسية بعد الانتصار في الحرب، إذ كان يؤديها أفراد القبيلة المنتصرة، وبذلك فهي عند قبائل العرب، تحمل تجسيداً لمعاني القوة والفروسية التي أهلت صاحبها للانتصار في الحرب).
ويشرح بن بشر تفاصيل أداء العيالة: ( تُؤدى "العيالة" بواسطة صفين متقابلين من الرجال، ويتماسك أفراد كل صف جيداً، بحيث يبدون متلاصقين، فيُمسك كل رجل بيد الآخر، ويحيط بيده الأخرى، خصره، وهذا يدل على التماسك والتعاون القبلي. ويتوسط الصفين فرقة تتولى الموسيقى، إذ يحمل أفرادها أدوات موسيقية كثيرة، غالبيته مصنوعة من النحاس،. ومن ما تضمه تلك الأدوات: الطبول والدفوف. ويرأس تلك الفرقة الموسيقية، رجل يحمل طبلة اسطوانية الشكل، ذات وجهين، تسمى "كاسر". وهي التي تعمل على إعطاء الموسيقى الطابع الحماسي المميز للرقصة، والملائم للشِعر الذي يُقال أثناء الرقص).
فتوة وهيبة
ويتحدث مدير جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، عن رقصة "الرزيف" : (إنها من أهم أنواع فنون البادية، على الإطلاق. وتعد مظهراً من مظاهر الفتوة وقوة الشخصية وهيبتها. كما تمثل علامة على الفروسية العربية، إذ إنها فن خاص بالرجال ويخلو أداؤه من أي عنصر نسائي، حيث يقف صفان من الرجال لا يقل عدد كل منهما، عادة، عن خمسة رجال.
وربما يصل العدد إلى أكثر من عشرة. ويقف الصفان متقابلين، بينما يرتدي من فيهما، أزياءهم الشعبية، ويلف كل واحد منهم حول وسطه، حزاماً له جيوب كثيرة، محشوة برصاص البنادق التي لا يستغني عنها ابن الصحراء، وأحياناً يعلق في الحزام جراباً خاصاً لوضع خنجر بوضع مائل". ويستطر : "يمتاز "الرزيف" بأن لغة مفرداته تقترب من العربية الفصحى، في الكثير من الكلمات والعبارات. وكذلك يتميز هذا النوع من الرقص بتفاوت الأداء، بين البطء والسرعة وبين الهدوء والصياح).
مناسبات دينية
ولا يغفل بن بشر التطرق إلى رقصة "المالد": ( يبرز هذا الفن، في المناسبات الدينية. ويتجسد أداء صفين من الأشخاص الجالسين، الذين يحملون بأياديهم، طبولاً ضخمة يلوحون بها في الهواء ويضربون عليها، فتنبعث نغمة موحدة، يتخللها نشيد ديني يتحدث عن سيرة الرسول الكريم محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وفي مواجهة هذا الصف، يجلس عدد من المنشدين الذين يتميزون بحلاوة نبرتهم وجمال أصواتهم.
ومعرفتهم الواسعة في سيرة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ العطرة. وذلك بينما تتلاحق أكتافهم وهم يتمايلون، يميناً ويساراً، ويرددون أثنائها، وراء المنشد، كلمات عن نبينا الكريم محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ، وهؤلاء المنشدون هم الجانب المكمل لهذه اللوحة).
رصيد شعري
ويستعرض بن بشر، على صعيد آخر، جماليات وضمامين فن "الأهلة"، مبيناً أنه من الفنون الخاصة بالإمارات، والتي تؤدى غالباً، في المناطق القريبة من "البادية". ويتابع : (هناك تقارب كبير بين "الأهلة" و"العيالة"، فـالأول يُؤدى خلال ممارسة الثاني، أو عقب كل وصلة من وصلاته، ولكنه يتطلب من مؤديه، رصيداً كبيراً مهماً من الشعر الشعبي المحفوظ عن غيب، بحيث يجلس بعض أعضاء فرقة العيالة،.
وهم من هواة فن الأهلة، ويشاركهم بعض الحضور من عشاق الفن القديم، يجلسون في حلقة صغيرة، ويبدأ كل واحد منهم، إلقاء قصيدته. وعقب كل بيت، يرد عليه زملاؤه، بقولهم: "أهلة"- بمد اللام. فتنطق "أهلاه". ولهذا سمي "الأهل" أو "الأهلة"، بهذا الاسم".
رقصات وافدة
هناك الكثير من الفنون الشعبية الإماراتية المتداخلة مع فنون مشابهة لدول أخرى، خاصة تلك الموجودة في منطقة الخليج العربي، ودول شرق إفريقيا، حيث ذابت هذه الفنون الوافدة في المجتمع الإماراتي، وغدت جزءاً من تراثه التقليدي، بعد أن لاقت الاستحسان والقبول. وبالحديث عن الرقصات الوافدة من دول الخليج وإفريقيا على تراث الإمارات، يؤكد بن بشر أن رقصة "الحربية" كانت تؤدى في السعودية وقطر، ورقصة "الليوا" في زنجبار. ويدرج تفاصيل متنوعة في هذا الإطار:
( "الحربية" رقصة من نوع "العرضة" و"العيالة" و"الرزيف"، ولا يصاحبها أي نوع من الإيقاع أو العزف على آلة موسيقية، عدا عن أصوات البنادق -في الماضي-، وتُستخدم فيها السيوف، وهي تُمثل الشجاعة والاستعداد للنِزال، لذا تتسم أهازيجها بالطابع الحماسي الذي يشحذ الهمم، ولكن تقديم هذه الرقصة حالياً في الأعراس، أدخل عليها بعضاً من أشعار الحب وقصائد الغزل. . ويؤُدي الحربية، جمع من الرجال، في صفين متقابلين، يقترب كل من الآخر بحركة إيقاعية، أثناء أداء الرقصة، وتنفذ مجموعة من حملة البنادق، حركات إيقاعية بين الصفين.
وفي حالة زيادة عدد المشاركين في الرقصة، فإن الصفوف تنقسم إلى ثلاثة أو أربعة، حسب العدد، وغالباً ما تشترك في هذه الرقصة، الفتيات "النعاشات" مع الرجال، وذلك للقيام بالدور ذاته، الذي يمثلنه في رقصة "العيالة").
"الليوا"
يوضح بن بشر، ان "الليوا"، من الفنون الإفريقية التي ذابت في المجتمع الإماراتي، حيث يبدأ هذا الفن بدخول المشاركين فيه، حفاة، على هيئة حلقة، وفي وسطهم عازف المزمار "الصرناي".. وتتشابك أيادي الرجال في الحركة، ويبدون متقدمين خطوتين الى الأمام، ثم خطوتين الى الخلف، ويدورون عكس عقارب الساعة.
ويبين أيضاً، ان هذه الرقصة تعتمد على استخدام طبل "المكوارة" الكبير، وهو مصنوع من كتلة خشبية مفرغة ومغطاة بالجلد السميك، بالإضافة إلى طبلين آخرين صغيرين، وهما :"الشابداه" و"الكوس".وتستخدم النار في شد جلد هذه الطبول، ومن حين الى آخر، يتعالى صوت "الصرناي" إلى أقصى حد، وبعدها يُتوقف عن الغناء لفترة، إذ تُسمع أصوات المغنين يردون عليه في حماس شديد).
"العرضة"
يسترسل بن بشر، في ذكر وتوثيق الرقصات الوافدة على ساحة الفن الشعبي الإماراتي: ( من بين هذه الفنون أيضا، رقصة "العرضة" الفلكلورية السعودية. وهي منتشرة في نجد والحجاز، وتمثل نتاجا لعادة عربية قديمة، منذ الجاهلية، مورست في حالات الاحتراب. لكن، ورغم عدم وجود نصوص في التراث القديم يمكن من خلالها الربط بينها وبين واقع العرضة التي تُعرف اليوم، إلا إن الملاحظ، .
وبجلاء تام، أن أركان "العرضة" كانت ملازمة للحرب، منذ الجاهلية، حيث تُقرع الطبول منذ القِدم في هذه الاجواء، وتسل السيوف. كما ان الشعر الحماسي عنصر لا بد منه في الحرب، ومن مستلزمات هذه الرقصة، الراية والسيوف والبنادق).
نشأة "اليولة"
ولا يتردد بن بشر، في التصريح، وبخصوص رفضه تطوير الجيل الجديد من الشباب لبعض الرقصات الشعبية، أنه غيرّ هذا الرأي، والذي كان مبعثه ضرورة عدم العبث بالتراث. إلا انه فعل ذلك، بعد أن لمس انجذاب الشباب الكبير نحو "اليولة" وتنظيم بطولات خاصة بها. ويقول في هذا الشأن:
( "اليولة" رقصة تُؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي، وهي مأخوذة من رقصة "الرزيف"، ويتستخدم فيها السيوف والبنادق، وفيها يلقي الراقص بالسلاح عالياً، ثم يعود ليقبضه، من دون أن يسقط منه، وقديماً كان السلاح المُستخدم ثقيلاً ممتلئاً بالذخيرة، أما اليوم فيستعمل الشباب سلاحاً خشبياً أو سلاحاً مفرغاً من الذخيرة، حتى يتمكنوا من تحريكه بسهولة وسرعة، على إيقاع الموسيقى وألحان الطبول). لم يطرأ التطوير في فنون رقصة اليولة، على الأسلحة المستخدمة، بل أيضا، طال الهدايا التي تُقدم لـ"اليويل" المبدع، ويحكي بن بشر عن ذلك:
( إن ما حظيت به رقصة "اليولة" التي اجتزأها الشباب من التراث، من شعبية وانتشار في وقت قصير، أمر يثير الدهشة، لا سيما وأنها تفوقت على أشهر الرقصات الشعبية في الإمارات، والتي لا تزال تؤدى بالطريقة القديمة والأصلية ذاتها، ففي الماضي كان "اليويل" المبدع يحظى بهدية بسيطة: روبية واحدة.. أما اليوم فالهدايا قيمة ومغرية، مثل السيوف الذهبية أو السيارات او المبالغ النقدية الضخمة).
رقصات وافدة
يشدد الباحث التراثي عبدالله حمدان بن دلموك، على خلو قاموس التراث الإماراتي، من كلمة "رزيف" ، لأن الرزيف أداء شعبي تقدمه مجموعة من الناس في عُمان، ويتابع: (الرقصات التراثية الأساسية في الدولة هي: "الرزفة" و"المالد" و"الأهلة". أما "العيالة" و"النوبان" و"الهبان" و"الأنديما" و"العرضة"، .
هي رقصات وافدة من دول الخليج وإفريقيا.. ورقصة "الرزفة" تُؤدى في ثلاث مناسبات: الرجوع من المعركة أو الأعراس أو الولائم التي تُقام على شرف رئيس القبيلة أو الشيخ. أما "الأهلة" فهي فن بحري يُمارس عادة عند البدء في عملية فلق المحار).
وعن "اليولة" يقول بن دلموك: "اليولة" أوبرا الإمارات، لأنها عبارة عن غناء وتمثيل لقصة وقعت في زمن ما أو أرض معركة، وهي منشقة من "الرزفة". وهي تعني الجولة.
حيث إن الفارس يجول بسلاحه مستعرضاً مهارته في التحكم بالسلاح على أنغام الأهازيج الشعبية، وهي عبارة عن عرض يؤديه فرسان القبيلة، يتحدثون من خلاله عن وقائع حصلت على أرض المعركة، إضافة إلى تأديتها في المناسبات وأمام وفود القبائل الأخرى".
الرقص الشعبي والهوية الوطنية
تمتلك الإمارات، إرثاً فنياً وثقافياً مهماً، ولعل أكثر الصور وضوحاً وحضوراً، على ساحة المجتمع، من بين مكونات هذا الموروث، الفنون الشعبية المكتسبة من العادات والتقاليد السائدة والرقص التقليدي، باعتبارها فناً شعبياً، إذ تعددت أشكاله وأنماطه، كما تبين دراسات عديدة، وذلك وفق البيئة والمكان وطبيعة النشاط السكاني.
حيث إن الفنون الشعبية دخلت الإمارات في إطار تبادل الثقافات المختلفة أو نتيجة الرحلات التجارية البحرية، من وإلى سواحل الإمارات، ولوزارة الثقافة وتنمية المجتمع، في الدولة، دور فعال في دعم وتحفيز فرق الفنون الشعبية، إذ إن اهتمامها الكبير بالفنون الشعبية تحديداً، نابع من إيمانها العميق بأن موضوعة تنمية الهوية الوطنية، قضية التزام وطني وديني وتاريخي، جمعي وفردي، بالقيم الحضارية والعادات والتقاليد.
وكذلك اللغة واللسان والعقيدة والإيمان. وبناء على ذلك، تختار أفضل العناصر الفنية المتميزة في التجمعات الفنية والشعبية، وتدربها لتصبح كوادر متميزة، لأن تنمية الهوية الوطنية هدف رئيسي لاستراتيجيتها وخططها الحالية والمستقبلية، كونها تعد نفسها جهة اجتماعية وأخلاقية ترتبط بتفاصيل حياة الشعب، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وتعنى باستحضار جوهر وجوده واستقراء أسباب بقائه، ذاك حفاظاً على هذا الوجود من تحديات التشتت والزوال، فضلاً عن التفكك والإلغاء.
"بطل قلعة الميدان"
تبنت محطة تلفزيون سما دبي، بعد النجاح المنقطع النظير لمسابقة "بطولة فزاع لليولة"، إضافة إلى تزايد أعداد المشتركين فيها، فكرة تقديم هذه المسابقة تلفزيونياً بالشكل المناسب والمميز، ذلك من خلال برنامج "الميدان" الذي يستقطب فئة الشباب وجميع المهتمين بالموروث الشعبي الخليجي، في قلعة الميدان التي شيدت خصيصاً لهذا الغرض، ويفتح البرنامج أمام الشباب، الفرصة للتحدي، والمنافسة على لقب "بطل قلعة الميدان"، وتتخلل البرنامج أيضاً، فقرات خاصة بالشعر الشعبي، بمشاركة مجموعة من أبرز الشعراء الإماراتيين.
صدى
يعد الرقص الشعبي جزءاً من التراث الذي يعتز به، ويتقنه، الصغار والكبار في الإمارات، إذ يطربون لما تنطوي عليه الرقصات الشعبية من دلالات وأبعاد، وما تجسده في وجدانهم من صفات أصيلة، مثل: حب الفروسية ومجابهة الأعداء والدفاع عن الديرة.
ولهذا تحرص الدولة على إبراز الفن الشعبي وتقديم عروضه أما رؤساء الدول وكبار المسؤولين الذين يزورون البلاد تباعاً، باعتباره احدى وسائل الاتصال الثقافية الناجحة، التي تنقل صورة صادقة لحيوية الشعب، وقيمة ما لديه من عادات وتقاليد.
قوة وغزل
يمثل فنا «الرزيف» و«الحربية»، موروثين شعبيين أصيلين موغلين في القدم، ويحملان في فقراتهما، الشعر والشجاعة والقوة والحماس والغزل، كما يعدان من الفنون الشعبية الأولى في الإمارات، ولهما حضور دائم ومتميز في الاحتفالات الرسمية والمناسبات الوطنية والأعياد.
30 رجلاً
تصنف «الرواح» كإحدى الرقصات الإماراتية الخاصة بالشحوح في رأس الخيمة، وإذا أراد الرجال تأديتها، فإنهم يحضرون طبولهم، ويصطفون صفاً واحداً ربما يصل قوامه إلى الـ 30 رجلاً أو أكثر، ويكون القرع ثنائياً. أي أن الواقف في الأول، يضرب ضربة إيقاعية بكف يده، ذات نبرة خاصة، وتسمى « نقشة». ويتعبه الشخص الثاني في الصف، بضربة إيقاعية أخرى، ذات نبرة مختلفة، تسمى «مجامل»، ويعقبه الثالث بـ»نقشة»، والرابع بـ»مجامل» .. وهكذا تتابع الحلقة: فواحد ينقش وآخر يجامل.
ديمومة
تعكس الفنون الشعبية الإماراتية والتراث الثقافي، العديد من مظاهر الحياة والجوانب الاقتصادية والثقافية والفكرية للمجتمع الإماراتي، كما تعبر عن حياة الأفراد وعاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح، وللطبول حضور قوي في مختلف الفنون الشعبية والمهرجانات، فهي واحدة من الآلات الموسيقية ذات الإيقاع الشعبي القديم، مثل: الخرخاش، السحال، البوق، الدف أو كما يطلق عليه بالمفهوم المحلي «السِماعات»، الربابة، المزمار، والناي.
أشهر الرقصات
حظيت «اليولة»، وهي إحدى أشهر الرقصات الشعبية الشبابية، بدعم مميز، أسهم في انتشارها ومضاعفة شعبيتها، من خلال بطولات فزاع لـ»اليولة»، التي تحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.
والتي انطلقت للمرة الأولى في عام 2003، حرصاً من سموه على المحافظة على تراث الدولة، إضافة إلى توثيقه ونقل عادات وتقاليد الآباء والأجداد، إلى الأجيال المعاصرة والقادمة، بهدف ترسيخ مقومات الهوية الوطنية، ودعم الشعور بالانتماء والولاء، عبر المحافظة على الموروث الشعبي الثقافي، ونشر وإبراز الإبداع الإماراتي، محلياً وعربياً وعالمياً.
وحقق برنامج المسابقات الجماهيري، الأول من نوعه على مستوى الخليج العربي :»الميدان»، الخاص ببطولات فزاع لـ»اليولة»، نجاحات بنوعية، لا سيما وأنه يتوجه إلى للجمهور الإماراتي والخليجي، بصفة خاصة، والجمهور العربي عموماً.
حرص حكومي
يعد الرقص الشعبي جزءاً من التراث الذي يعتز به، ويتقنه، الصغار والكبار في الإمارات، إذ يطربون لما تنطوي عليه الرقصات الشعبية من دلالات وأبعاد، وما تجسده في وجدانهم من صفات أصيلة، مثل:
حب الفروسية ومجابهة الأعداء والدفاع عن الديرة. ولهذا تحرص الدولة على إبراز الفن الشعبي وتقديم عروضه أما رؤساء الدول وكبار المسؤولين الذين يزورون البلاد تباعاً، باعتباره احدى وسائل الاتصال الثقافية الناجحة، التي تنقل صورة صادقة لحيوية الشعب، وقيمة ما لديه من عادات وتقاليد.
تعاضد قبلي
تُؤدى «العيالة» بواسطة صفين متقابلين من الرجال، ويتماسك أفراد كل صف جيداً، بحيث يبدون متلاصقين، فيُمسك كل رجل بيد الآخر، ويحيط بيده الأخرى، خصره، وهذا يدل على التماسك والتعاون القبلي. ويتوسط الصفين فرقة تتولى الموسيقى، إذ يحمل أفرادها أدوات موسيقية كثيرة، غالبيته مصنوعة من النحاس،. ومن ما تضمه تلك الادوات: الطبول والدفوف.
ويرأس تلك الفرقة الموسيقية، رجل يحمل طبلة اسطوانية الشكل، ذات وجهين، تسمى «كاسر». وهي التي تعمل على إعطاء الموسيقى الطابع الحماسي المميز للرقصة، والملائم للشِعر الذي يُقال أثناء الرقص).
أهازيج فصيحة
يمتاز «الرزيف» بأن لغة مفرداته تقترب من العربية الفصحى، في الكثير من الكلمات والعبارات. وكذلك يتميز هذا النوع من الرقص بتفاوت الأداء، بين البطء والسرعة وبين الهدوء والصياح.
قصة «النعاشات»
يُقصد بـ»النعاشات» مجموعة من الفتيات ضمن رقصة شعبية، يقفن في صف واحد ويرتدين الأثواب المزركشة، ويقمن بتطويح شعورهن، سوداء اللون والطويلة، يمنة ويسرة، على إيقاع الموسيقى والأهازيج وأبيات الشعر الشعبي. وتتلخص قصتهن في ان حركة الشعر كناية عن خوف المرأة من عدو ما، واستنجادها بالرجال.
حفاوة
شارك الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، خلال زيارته الإمارات، في 18 يناير عام 2008، مجموعة من الشباب، في رقصة "العيالة". وكذلك حققت فرق الفنون الشعبية التقليدية في الإمارات، نجاحاً مرموقاً في المهرجانات العربية والدولية، التي شاركت فيها.
كما أسهمت بدور فعال ومباشر، في نشر الاهتمام بالفنون الشعبية الإماراتية، وفي إتاحة الفرصة للمهتمين بهذا اللون في استلهام موضوعاتها الفنية، وتصميم اللوحات الحية المعبرة في الحفلات والمهرجانات التي تقام في الأعياد القومية وغيرها، وهو أمر ذو أهمية في تأكيد روح الانتماء الوطني لدى الجيل الجديد، خصوصاً وأنه يرسخ لديهم الاعتزاز بتراثهم في مواجهة الإيقاعات المستوردة.
بطولات فزاع «لليولة»
تهدف بطولات فزاع لـ»اليولة»، والتي تأتي تتويجاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، راعي بطولات فزاع التراثية، في هذا الصدد، إلى تقوية أواصر ارتباط شريحتي الناشئة والشباب، بخصوصية التراث الإماراتي، في إطار منظومة ثقافية داعمة للهوية.
موضوع رائع جدا , أيضا شتهر دولة الإمارات مثلها مثل معظم دول الخليج العربي، بمجموعة من الفنون الشعبية التراثية ذات الطابع الخاص، ومن تلك الفنون الرقصات الشعبية والتي كانت ولاتزال تؤدى بنفس الطريقة القديمة والأصيلة، بل ولا تزال تحافظ عليها الدولة وتشجع على تأديتها في كل المناسبات الاجتماعية والقومية فهي القاسم المشترك في كل مناسبة، وهناك كثير من الأسر الإماراتية من يستغني عن تأدية الرقصات الشعبية في مناسبات أفراحهم وأعراسهم،
ردحذف